روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | ابنتي مصرّة.. على الانحراف!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > ابنتي مصرّة.. على الانحراف!


  ابنتي مصرّة.. على الانحراف!
     عدد مرات المشاهدة: 2474        عدد مرات الإرسال: 0

الحمد لله رب العالمين.. إخواني المستشارين اشيروا علي جزاكم الله خيرا ومشكلتي تكمن في ابنتي ذات الثلاث عشر سنة والله انني احبها حبا جما وبالذات.

وانني امراة وحيدة ليس لذي اخوات او اخوان اواهل مقطوعة من شجرة

تزوجت عن عمر ثلاثون عاما وانجبت بنتان وولدان والحمد لله رب العالمين انا معلمة واحب الدعوة الي الله واعيش حياه الالتزام نوعا ما فانا اربي اولادي علي الطاعات وحب الله ورسولة حياتي معاهم حلوة وتسير تمام

أبو الاولاد متزوج ويعيش حياه بعيد عني اعيش انا واولادي في بيت ملك عمارة حديثة واعطي حياتي كلها لله ثم لاولادي ليس لى اي اهتمامات غيرهم ابنتي الكبري الحمد لله تمام ملتزمة ومؤدبة وممتازة في دراستها

أما الثانية وهي لب المشكلةفيشاطرة في الحاسب انحرفت عن الطريق المستقيم لاتحب الصلاة ولاتحب الذكر ودائما تعاندلا تذاكر دروسها ودائما تبحث عن الاغاني وعن المقاطع القبيحة واخيرا وصل بها الحال ان حاولت الاتصال بشباب عن طريق الجوال لاني انا أعطيتها جوال هدية نجاحها من الصف السادس

وتفاجأت انها تحدث شباب انهرت وانا مصابة اصلا بمرض ضظغط الدم وكانت الكارئة حين عثرت معاها على ارقام جوالات وكانت لشباب واعترفت انها عرفتهم عن طريق البلياردوا وحلفت انها خلاص توبة وهددتها بانني سوف ارسلها عند والدها ولكن لا فائده عادت اكثر من الاول

حتى مرة في رمضان كنا في المدينة وكان معانا جوال اتركة في الشقة عند اخوانها سرقتة وكانت تتكلم فية اذا نمت وفي احد الايام سمعت رنة وبعدها سكت الجوال وجلسنا نبحث عنة ثلاث ايام وهو عندها وضعتة معاها في ملابسها الداخليه

المهم البنت مصرة علي الانحراف وانا ربيتهم على الالتزام والكل ينظر لي ولبناتي نظرة اكبار انني امراة واحسنت تربيتهم على الفضيلة والاحتشام الان هي ناقمة علي وعلى اختها وتقول انا مش زيكم انا ماابغي اكون ملتزمة مع انها تلبس العباءة على الكتف غصبا عنها وتلبس القفازات غصبا عنها

وأنا لا اشتري لهم بنطالونات ولا يلبسون العاري والحمد لله الان انا في صراع معاها وبدات عليها علامات الانحراف من الصف الخامس ابتدائي فهي تكذب وتسرقني المبالغ من غرفة نومي مع انها مش ناقصها شي

أنا الآن محبطة لان فشلت في التربية وقبلها فشلت ان اكون زوجة فابوها تركناهكذا بذون سبب جوهري الحكاية ومافيها يبغا يعيش فوضي عندي انسان ملتزم يقوم الليل ويصوم الاثنين والخميس وعند زوجاتة الباقي يسهر علي القنوات الفضائية ويتعاصى القات والشمة ويكذب ويزني ويعاكس الشغالات

ولا يترك شاردة ولا واردة الا ويفعلها هدانا الله واياة الان ابنتي بتضيع من يدي ماذا افعل استخدمت معاها اسلوب الضرب مانفع اسلوب التشجيع مانفع اسلوب التهزى ولا نفع اسلوب الحب مانفع القطيعة وحبستها في غرفة مانفع ماذا افعل؟

أخشى من تفاقم المشكله وكل مرة اعرف انها مازالت تتصل مجرد مااترك اي جوال بذون رقابة على طوال تستحوذ عليه وتاخد لها مكان وتتتصل غيرت ارقام التلفونات ثم فصلتها منعتها من النت وحطيت كلمة مرور لجميع الاجهزة جوالات لابتوبات وماذا افعل؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه ليوم الدين.

أما بعد:

الأخت الفاضلة الوقورة (؟) لا أود مناداتك بالاسم الذي استخدمته لنفسه حين مراسلتك للموقع.. أبشري وهوني على نفسك ويسري الأمر وأعطه حق قدره..أنت إنسانة مثقفة ومتعلمة وتعملين بقطاع التربية والتعليم، أي أنك تربوية، وتدركين جيدا أن الإنسان يمر بمراحل عمرية تتغير فيها سلوكياته وتثقل أثناءها خبراته.

وإنا لنطمئن على مستقبل بنات العرب حينما نجد أمًا مثلك تحرص على القيم والأخلاق وتربي بناتها تربية سوية، بارك الله فيك،وأكثر من أمثالك.

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: ((جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّار)).

ابنتك عزيزتي ما هي إلا طفلة عمرها ثلاثة عشر عاما، تبدأ أولي خطوات المراهقة.
وما تمر به من سلوكيات سيتغير حينما تنضج وتمر من مرحلة المراهقة بسلام وستعود لأصل تربيتها التي ربيتها عليه بالطاعات وحب الله ورسوله.

كل ما أود أن تدركينه أن أجيال العصر الحديث تختلف في سلوكياتها وردود أفعالها وتقبلها لنصائح الكبار عن أجيال الماضي، نظرا للبيئة التي ولدوا فيها ونظرا لمستجدات العصر من أجهزة الكترونية، ولعلك تلاحظين هذا الفرق بين ابنتك الكبرى والصغرى.

العناد سمة هذا العمر والتمرد عنوان أي مراهق، لكنك عزيزتي تمنحين الطفلة جوالا وتسمحين لها بزيارة البلياردو ولا أعرف كيف تختلط البنت بشباب بالبلياردو وتحصل على أرقام جوالاتهم.

أود أن أطمئنك أنها فترة وستمر بسلام بمشيئة الله تعالي، إلا أن عليكي أن تحرصي تماما على ألا تفارقك ابنتك أبدًا بأي مكان، وأولا تسمحي لها بالخروج وحدها،طالما أن لديها الاستعداد للانحراف والعياذ بالله..

وأنصحك لا تحرمينها من شيء حتى لا تشعر أنها بحاجة للتجربة بعيدا عنك وعن المنزل.. اشتري لها بنطلونات منزلية لترتديها أثناء فترات تواجدها بالمنزل، بحيث لا تصلح أن ترتديها تحت العباءة.

ومن الحلول العلمية لمشكلة ابنتك المراهقة أن تشركيها في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاتها، وتعويدها على طرح مشكلاتها، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطتها علمًا بالأمور الخاصة بأفعالها وتقييمها بموضوعية، حتى لا تقع فريسة لغرائزها، وتندم فيما بعد حيث لا ينفع الندم.

ودائما تصطحبينها برحلاتك أو زياراتك للجيران والأصدقاء والأهل ولا مانع من مشاركتك معها في الأندية الأدبية والاجتماعية، وأن تشاركينها بالمنتديات النسوية والعلمية على الانترنت وتجلسين بجانبها على الجهاز لتشعر بأنها ليست وحيدة وتتخلي عن ممارسات الانحراف.

وأوصيك بحسن الاستماع لابنتك والصبر والهدوء معها وعدم استخدام العنف أو الاهانة، واستخدام الصوت المنخفض والعقلانية في التعامل معها واستدرار عطفها دائما.

كما أنني الفت نظرك لشيء هام جدا جدا.. وهو ألا تذكرين أمام بناتك لعيوب والدهم.. فربما يكون سبب اختلاف هذه البنت عن إخوتها في السلوك هي رغبتها في دفء أبيها والصراع الذي يدور بينها وبين نفسها في تفسير لماذا تختلف سلوكيات أبيها عن سلوكيات أمها من منهن على صواب ومن منهم على خطأ. احرصي على ألا تذكرين خصال والدها وعيوبه من تعاطي المخدرات أو الزنا والعياذ بالله ودائما لا ترددي إلا والدكم هداه الله وإياك.

قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (سورة البقرة 272).
نسأل الله العلي القدير أن يلهمك الصواب ويعينك على مسئولية التربية...والله أعلم.

الكاتب: د. حنان محمد درويش

المصدر: موقع المستشار